بسم الله الرحمن الرحمن
إنّ الذنوبَ والمعاصي تورثُ عتمة رُوحيّة على القلب، وتنشرُ الضّيقَ في الصّدر ، وتنفثُ في الفؤاد ضَبابا مُختلطا بغبار، فتـَسري رياحُ الذنوبِ على الجَسدِ الطّاهر ؛ فتُصيّرُهُ مليئا بأدران الإثم ، ومَريضا بلأواءِ المعاصي . إنّ الذنوبَ تأتي بالظلمةِ على النـّور ،وتوقدُ الجَحيمَ على بَردِ الإيمان . إنّ الذنوبَ لها شُؤمٌ ،ومن شؤمهَا أنها لا تكتفِي بإفساد الباطن،
بل تـُظهرُ آثارها على الخَارج ولابدّ ؛ فتكوّنَ غمَامة ًسوداءَ تظهرُ على مُحيّا الإنسان ؛ فتتوسّدُ على الوَجناتِ الظُّلمَةِ،وعلى الجبين الدُّجَى الحَالكَةِ .
إنّ الذنوبَ تـُؤثـّرُ على المَنطق ..تؤثرُ الألفَاظِ ..تؤثر على التـّعامل .. فتـَنقلُ الأدرانُ من القلبِ إلى اللسان . ولذا من واقعَ الذنُوبَ لا يَكترثُ أن تخرجَ منهُ ألفـَاظا قذرةً ،أو عبَارة ًنابية ً؛
غيرَ مُتشَاغل ولا مُهتمٍّ بما يقولُ .!
بل إنّ شؤمَ الذنوبِ يَمتدُ إلى البَصر ، ليصبح لا يهوى إلا النظر فيما هو مستقذر وخبيث .. إنّ كوارثَ المَعصيةِ التي تعبثُ بضَمير المُسلم،وتدنسُ فطرتهُ السّليمةِ ،لابدّ لها من مَعينٍ صَافٍ ، وغَيثٍ يُطهّرُ أدرانها وبَقايَاهَا العَفنة . تذكر أيها العزيز..أيها الغالي ..أيها الحبيب .. تذكر.. أنك إن أذنبتَ و أستغفرتَ و تُبتَ إلى اللهِ توبة نصُوحا غَفرَ لكَ وسَترَ ذنبَكَ ..
وإن تمَاديتَ وغفلتَ.. ف سيأتي اليومُ الذي (يفضحك) أمام الخلائق إما في الدنيا أو في الآخرة . كم من أناس سترهم اللهُ ، وغرّهُم حِلمُهُ وكرمُه ُوعَظيمُ إحسانه ؛ فلمّا أخذهُم لم يُفلتهم ،وحينمَا فـُضح تمنّى من الأرض أن تبتلعهُ ،أو تمنى أنّ أمهُ لم تلده ْ .. ومَن زارَ مَراكزَ الهَئيات والشُّرطِ والمحَاكم ؛ عَرفَ ذلك وكان عندهُ واضِحا جَليّا .. وكمَا كانَ الناسُ لكَ عبرة ً،ف (احذر) أن تكونَ لهم عِبرة ً.. عَن هذا المَوضُوع أتحدث .. أقدمهُ لنفسي المُقصّرة .. ولإخوَاني الأكارم .
ومَا أنا إلا شخصٌ مُنكم فان خيرا فخَير ،و إن شرّا فشر ،وما أبرئُ نَـفسي .
نسألُ اللهَ العظيم رَبّ العَرش ِالكريم أن يتُوبَ علينَا وعلى والدينا ويغفرَ لنا ولهم ذنوبنَا ويستر عَليناَ أجمعين ..
موضوع: الذنوبَ والمعاصي تورثُ عتمة رُوحيّة على القلب 
الجمعة أبريل 08, 2011 7:03 am
