العلاقة التى بينهما حميمة جداً ففى رمضان نزل القرآن وغاية تكريم ليلة القدر بسبب نزول القرآن فيها وفى رمضان يتلى القرآن آناء الليل وأطراف النهار وتقرأ فى القرآن عن شهر رمضان آيات تكاد تذوق حلاوتها وأنت صائم وتغمر روحك مشاعر رحمات ربك وهو يخاطبنا بذواتنا {شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} وقد شعرنا فى رمضان من جراء وقف تغذية البدن بالشهوات المادية والأهتمام بالروح وتغذيتها بغذاء الروح أن القرآن الذى هو{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}ونزل به الروح الأمين (جبريل عليه السلام) على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . إننا اقتربنا من هذه الروحانيات فذقنا حلاوة القرآن أكثر من أى وقت آخر فى العام.
وسيمضى رمضان بعد أن تدربنا على التعامل مع القرآن وسيبقى معنا القرآن أى أن الإحتفال سينتهى وسيبقى المحتفل به فهل سنعود لهجرانه مرة أخرى أم أننا هذا العام عقدنا العزم أن نكون مع القرآن بعد رمضان خيراً من حالنا معه قبل رمضان لأنه (ما كان لله دام وأتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل )(أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
فيا أخى ويا أختى فرصة لا تعوض أن يشفينا ربنا عز وجل من كل الأمراض بالقرآن ولصيام رمضان{قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} وكذلك رمضان بصيامك وزكاتك واعتكافك شفاء من أمراض كثيرة أولها الرياء الذى لا يعلجه إلا الصيام (فلا يمكن ولو حاولت أن ترائى به) وضعف العزيمة لا يقويها الا نية تجبرك على الأمتناع عن الخضوع للشهوة الحلال ساعات طويلة وأيام تمتد إلى الشهر الكامل دون توقف أو إنقطاع أو مساومة على بعضها فإما صيام كامل لليوم الواحد وصيام كامل للشهر وإلا فلا.فأين هذة العزيمة وهذة المقاومة بعد رمضان بل بعد أذان المغرب؟؟ إنك إذا دخلت مستشفى وبك عدة أمراض لا يمكن أن تشفى إلا إذا كان دخولك بنية العلاج وتدفع تكاليفه وتنفذ تعليمات وإجراءات العلاج وهذا حالك مع مستشفى رمضان حدد المرض ونفذ التعليمات وداوم عليها تشفى بإذن الله .حتى الصدقة التى نظن ان المقصود منها ان ينتفع الفقير فقط ينص القرآن الكريم على انها لصالح المنفق اولاً قبل ان تكون لصالح المنفق عليه {خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }ولرمضان زكاته الخاصة ايضاًلتتضافر كل العبادات فى علاج امراض النفس الشرية {لمن كان له قلبَ او القى السمع وهو شهيد}
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم من ان تكون عبادتنا بلا عائد على أخلاقنا وسلوكياتنا مع غيرنا من البشر مسلمين وغير مسلمين فالمرأة التى كانت تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذى جيرانها بلسانها فقط – أى جيران – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هى فى النار وقال لنا عن المؤمن الذى لا تؤثر فيه تلاوة القران لتغير من سلوكه وتصبح رائحته –التى هى سلوكه بين الناس- التى يشمها كل الناس حتى أعداؤه رائحة طيبة قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مؤمن لا يقرأ القرآن وشبهه بالتمرة(نعم هو حلو فى نفسه لكن لا ريح له ولاأثر يشعر به المحيطون به).
أما الإعتكاف مع حبنا له وتعلقنا بالخلوة مع الله فيه أخبرنا الصادق المصدوق مرغباً لنا فى خدمة المسلمين والسعى فى مصالحهم أن السعى فى مصلحة مسلم من المسلمين عشر دقائق أو ربع ساعة قضاها الله أو لم يقضها فأنت عليك السعى وليس عليك النتائج يعدل الإعتكاف شهر فى المسجد النبوى الشريف الذى فيه الركعة بألف ركعة بل حثنا رسول الأنسانية كلها الذى بعثه ربه رحمة للعالمين على أن نكون نافعين لكل الخلق بل حتى للمخلوقات {خير الناس أنفعهم للناس} {المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف} صدق رسول الكريم ونفعنا بما نكتب وما نقرأ وما نقول وما نسمع وما نفعل ورزقنا الصدق فى القول والإخلاص فى العمل وجعل رمضان والقرآن شاهدين لنا بالحسنات وشافعين لنا يوم القيامة.
موضوع: القرآن ورمضان 
الجمعة أغسطس 05, 2011 7:09 pm
